مــنــتــديــات صــــدام الــعــرب مـــنــتــــديات صـــــــدام الـــــــــــــــعـــــــرب |
|
| مقال/ الوقف على الجهاد | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
العراقي البغدادي
المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 27/12/2010
| موضوع: مقال/ الوقف على الجهاد الخميس أكتوبر 06, 2011 6:08 am | |
| الوقف على الجهاد يعد الوقف في الفقه الاسلامي موردا من موارد الأمة كي تنفقه على وجوه البر والخير وقد كان الوقف معلوما عند السابقين واستطاعوا أن يسخروا إمكانياته لخدمة هذا الدين العظيم من خلال وضعه في محله المناسب من خدمة لبيوت الله وصرف على طلبة العلم ونصرة للجهاد والمجاهدين ونفقة على الفقراء والمعوزين وإعزاز للعلماء والأشراف وإمداد للدعاة الى الله والخارجين في سبيله فأدى بذلك دورا رياديا ومهما في القيام بنهضة الأمة الإسلامية في مختلف المجالات. والوقف هو حبس الأصل أي امكانية الانتفاع بالشيء مع بقاء عينه، ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الانتفاع به مع بقاء عينه، سواء كان ثابتاً كالعقار، أو منقولاً كالسلاح، والثياب والسيوف. وقد كان الوقف من الأعمال التي سارع إليها سلف الأمة فقد كان لسيدنا أبي بكر دور بمكة فأوقفها، وأصاب سيدنا عمر أرضاً بخيبر فأتى النبي يستأمره فيها فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه فقال: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها)، فتصدق بها عمر في الفقراء، وقد أوقف سيدنا عثمان بن عفان أملاكه بخيبر، كما سبّل بئر أرومة لوجه الله تعالى، وأوقف سيدنا علي بن أبي طالب عيوناً من الماء في ينبع، وروي أن سيدنا خالد بن الوليد حبس دروعه وكراعه في سبيل الله. وكل أصناف الوقف هذه خير واجر وثواب الا أن الوقف على الجهاد كان أفضلها واحسنها قربة واهمها واعظمها اجرا لما له من حماية لحرمة الدين ونصرة لبيضة الاسلام، ولأنه لا يعلم شيء ذكر في ديننا أنَّ له أجرا شاملا لكل متعلقاته - وان كان نجسا- مثل الوقف على الجهاد في سبيل الله اذ أن النبي قال: ((من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، فإن شبعه وريّه وبوله في ميزانه يوم القيامة))”رواه البخاري”، وما جعل الروث والبول في ميزان أطهر الأشياء وهي الحسنات إلا إكراما لصاحبها الذي اعتلى هذه الفرس وخرج يريد إعلاء كلمة الله عز وجل نصرة للحق وانتقاما من الكفار، ولأجل ذلك زالت آثار النجاسة في بحر الجهاد الأطهر فلم تؤثر فيه كما تزول النجاسة في الماء الكثير واستحالت فيه. ومن هنا تسابق الصحابة في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر، قال سيدنا جابر : ((فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبّدة لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث))”أخرجه أبو بكر الخصاف في أحكام الوقف”. ومن وجوه الصـرف على الـوقف في سبيـل الله تجهيز المجاهدين بكل ما يحتاجونه في الجهاد وبكافة أصنافهم الحربية وهيئاتهم القتالية وتدريبهم وشراء الأسلحة لهم وخزنها وبناء المعسكرات لهم وتحصينهم والتموين والأرزاق لهم ولعوائلهم وفك أسراهم وفدائهم وما يتبع ذلك في مجالات الجيش المختلفة البرية والبحرية والجوية. قال ابن بطوطة عن مدينة دمشق: “إن أنواع أوقافها ومصارفها لا تحصر لكثرتها، فمنها أوقاف على العاجزين عن الحج، ومنها أوقاف على تجهيز البنات إلى أزواجهن، وهن اللواتي لا قدرة لأهلهن على تجهيزهن، ومنها أوقاف لفكاك الأسرى، ومنها أوقاف لأبناء السبيل، يعطون منها ما يأكلون ويلبسون ويتزودون لبلادهم…” وهنا تظهر حكمة التشريع الإسلامي في الوقف اذ بفضل الأوقاف هذه وما تجلبه من أموال سخية قاومت الأمة الإسلامية أعداءها على مر العصور، وصدت جيوش الكفار فأقاموا الربط، والرباط اسم المكان الذي يأوي إليه الجند ويقيمون فيه لحراسة ثغور البلاد وقد انتشرت الربط في العراق ومصر والشام، وفي الجزيرة العربية، وبلاد المغرب العربي التي كانت تطلق عليها عدة أسماء منها: الحصون، والمحارس، وعبادان، ودور المرابطين، وبمرور الزمن ومع إقبال الناس على المرابطة أضافت تلك الربط إلى وظيفتها العسكرية، وظيفة التدريس والتأليف من قبل العلماء والفقهاء المرابطين فيها. وقد حظيت هذه الربط، باهتمام المسلمين، فكثر الواقفون عليها، حيث أنها تجمع بين الجهاد في سبيل الله والتعليم والعبادة، وهذه المصارف كانت محل اهتمام المسلمين على مر العصور. ومن هنا شعر الغرب بخطورة الفقه الواعي للوقف الإسلامي في الأمة الإسلامية كونه يشكل رافدا مهما لديمومة شريان الحياة لهذه الأمة، فأرادوا أن يفرغوه من محتواه فاشتغلوا كثيرا على محوه وإزالته وحصره بدور العبادة حتى شاع اليوم عند الناس أن الوقف لا يتعداها مع أن أوقاف المساجد كانت لها أهمية كبيرة لقرون طويلة عندما كانت تؤدي رسالتها في الدعوة إلى الإسلام وبث روح الجهاد والعلم بكل كفاءة واقتدار، أما اليوم وبعد أن حوصر المسجد وأصبح لا يتعدى إقامة الفرائض أصبحت الأوقاف عليها لا ترقى كي تترجح على مصالح المسلمين الأخرى. ولأن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات التي تحفظ بها عقيدة الإسلام وشريعته وسلوكه لذلك سلك السابقون مسالك حميدة في الوقف على الجهاد والمجاهدين في سبيل الله، ولذلك أردنا أن نحيي هذا المفهوم ونذكر إخواننا بهذا الباب العظيم من أبواب فقهنا الإسلامي من أجل الالتفات الى إخوانهم في جيش رجال الطريقة النقشبندية عسى أن يكونوا خير معين لهم في جهادهم من خلال اوقاف يوقفونها عليهم لديمومة القتال حتى النصر ضد الكفر كله والمتمثل بالغزاة المحتلين، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
منقول من العدد 54 من مجلة جيش رجال الطريقة النقشبندية | |
| | | | مقال/ الوقف على الجهاد | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|