تعزية قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية بوفاة الأمير سعود الفيصل رحمه الله .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (الأحزاب:23)
إلى/ حَضْرَة خادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَينِ جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز (حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ) وولي عهده وولي ولي عهده، وإلى ذوي المرحوم المغفور له الأمير سعود الفيصل (رحمه الله)، وإلى جميع أهلنا وشعبنا في المملكة العربيَّة السعوديَّة الشقيقة.
من/ قيادة جَيْشِ رِجَالِ الطَّرِيْقَةِ النَّقْشَبَنْدِيَّةِ
الحَمْدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ ومَنْ والاه.
أما بعد: تلقينا بالتسليم والرضا لما قدر الله وقضى، نبأ وفاة المرحوم المغفور له الأمير سعود الفيصل (رَحِمَهُ اللَّهُ)، وبهذه المناسبة الجليلة نتقدم بالتعازي الصادقة والمواساة المخلصة إلى حَضْرَةِ خادِمِ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ جَلاَلة الملك سلمان بن عبد العزيز (حَفِظَهُ الله) وولي عهده وولي ولي عهده، وإلى ذوي الفقيد المرحوم المغفور له الأمير سعود الفيصل (رَحِمَهُ اللَّهُ)، وإلى شعبنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وما يسعنا إلا أن نتلقى هذا القدر الجليل بما يرضي الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والرضا بقضائه وقدره واتباع نبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بالتمسك بسنته، وبيقين أن لله ما أخذ وأن له ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
لقد كان المرحوم المغفور له الأمير سعود الفيصل (رَحِمَهُ اللَّهُ) رمزا شامخا، وعميدا بحق للدبلوماسية العربية والإسلامية، وفارسا فذا وحكيما حاذقا من حكمائها، ولقد تحمل من أعباء السياسة ما قد جعله في مصاف رجال التاريخ المعدودين فحاز رضا شعبه وأمته بعد رضا الله تعالى، حتى استحق أن يكون ممن أثنى الله تعالى عليهم في محكم تنزيله: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)؛ إذ حمل قضايا أمتنا العربية والإسلامية مدافعا عنها بدأب وثبات في المحافل الدولية؛ فشهد له القاصي والداني من ذوي العدل والمنصفين بأنه الرجل الغيور الذي لا تهزه العواتي ولا تغره المغريات أمام الحق، مدافعا وذائدا وشوكة في عين عدو أمتنا العربية والإسلامية، رحم الله هذا الأمير المفضال وعسى الله أن يحقق لنا أمانيه التي رامها وطالما سهر من أجلها، فحاشا لله أن يخيب صادقا في أمنيته ويخذل مؤمنا في نيته.
لقد هيأ الله سبحانه وتعالى لشعبنا العربي الشقيق العريق الأصيل في المملكة العربية السعودية قيادة حكيمة أمينة وسديدة ورشيدة تصدت بشجاعة لكل معتدٍ، أثيم وصالت بحزم لاسترداد حقوق أمتنا المسلوبة والذود عن حياض العروبة والإسلام، وإن شعبا هذا حاله وقيادة هذه صفتها لحري بهم أن يكونوا رواد الحق ونقباء الإباء وحملة الفضيلة، وإن الموقف الشجاع لحَضْرَة خادِمِ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ جَلاَلَةِ الملك سلمان بن عبد العزيز (حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ) ومن حوله الأمراء، ومن خواصهم الأمير المرحوم المغفور له سعود الفيصل (رَحِمَهُ اللَّهُ)، سيخلده التاريخ مجدا تذكره الأجيال وتخطه الأقلام بحروف من نور، وإن نصر الله لقريب، وإن عدو الله وعدوهم لمخذول منهزم بإذن الله وتوفيقه.
نسأل الله تعالى أن يتغمد فقيدنا الغالي المرحوم المغفور له الأمير سعود الفيصل بواسع رحمته ولطيف منته ويسكنه في أعلى فردوس جنته، وأن يجعل خلَفه على خطاه فخير الخلف لخير السلف، ونسأله تعالى أن يحفظ حَضْرَة خادِمِ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ جَلاَلةَ الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي عهده وشعبنا في المملكة العربية السعودية من كل سوء، وأن ينصرهم نصر عزيز مقتدر على كل من عاداهم أو أراد بهم وببلاد الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ وبالأمة العربيَّة والإسلامية كيدا ومكرا، قَالَ رَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ)، (رواه مسلم والإمام أحمد وابن ماجه)، ويقيننا بالله تعالى أن بلاد الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ وخادمها الأمين وأعوانه هم في رعاية الله وحفظه، والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ.
قيادة
جَيْشِ رِجَالِ الطَّرِيْقَةِ النَّقْشَبَنْدِيَّةِ
بَغْدَادَ في 24 رَمَضَانَ 1436هـ
11 تموز 2015م